قادرون على هزم كورونا قدرتنا على الانتصار على ضعف أنفسنا ؛ قادرون على إدراك أن تاريخ الأمم حافل بموجات الحياة والموت والنصر والانكسار والخيبة والأمل ؛ وليس غريبا أن يشع النور بعد الظلام وتشرق الشمس بعد الدجى السادر وأن تنتصر العزيمة على الفشل .
قادرون على بلورة لحظات الضيق والشدة مهمازا يحرك العزائم ويقوي الإرادات ويذكي في القلوب روح الشجاعة وفي النفوس نكران الذات وفي شارات الضعف عوامل القوة والنظر نحو الأمام .
قادرون على قهر الخوف الساكن في أعماقنا شئنا أم أبينا قدرتنا على فهم الرسائل الالهية بين الحين والحين المتجلية في ميزان القضاء والقدر ؛ قادرون إذا تعلمنا وعلمنا من حولنا أن سر البقاء رهين بالوعي والحركة والايمان القوي بما شاء الله وما لم يشأ .
قادرون إذا ملكنا زمام الحكامة الرشيدة في مواقفنا وأساليبنا ومعاملاتنا وتمييزنا بين الصالح والطالح والثابت والمتحول والغث والسمين ؛ قادرون إذا ألممنا بفن السباحة في بحر مترامي الأطراف قد شرق غربه عن مشرقه في سراب لا حدود له من غيابات الغفلة والركون واللامبالاة .
قادرون إذا رشدنا حقا وسلكنا السبيل لسفينة النجاة بذكاء منقطع النظير وعبقرية لم نتسلح بها من قبل ؛ نعم لكل أجل كتاب هذا ما علمنا كتابنا الكريم ولكن بين المهد واللحد والحياة والموت فسحة كبيرة خلقت للتأمل ولتحسين داخلنا بكل ما يخدمنا ويقوينا ويحمينا من ضربات الأيام ؛ وتحلية ظاهرنا بكل معاني الرجولة واليقظة والنضج ؛ فلنتعلم من النهر جريانه ومن لحظات الضيق معالم الطريق لحياة سعيدة .
الدنيا دار ابتلاء لا دار استواء ؛ لذا وجب على عاتقنا القدرة على التحمل ومن ذلك فهم قول المتنبي إنما تنجح المقالة إذا وجدت هوى في الفؤاد ؛ لنتحمل في كفاءة وشجاعة سيرورة التاريخ دون تراجع أو خوف لأن من الخوف ما قتل ولنكن في مستوى الحدث رجالا ونساء بالرأي والفكرة والعمل المتكاتف والايمان الكبير بالله تعالى وبالاخلاص الوثيق له خوفا وطمعا لجلاء الغمة ؛ فمن كان مع الله القدير على القدير فهو الكبير مع الكبير؛ وما وباء كورونا الا امتحان لجس نبضنا ومدى قوته وغلبته وقدرته على تحقيق المعجزات .
وما كورونا الا ريح كالرياح التي سبقته من ويلات وحروب وصراعات يحاول اليوم وقف مسيرتنا والنيل من عزيمتنا وهيهات له ذلك ؛ فلننس الأنا ولننظر الى الغد بتفاؤل اليقظ الواعي والمؤمن.
قدًرنا الله أن نرتفع بقاماتنا لنثبت لأنفسنا وأبنائنا والأجيال والتاريخ الشاهد علينا بأنى لم نطأطأ الرأس أمام موجات الزمن وضربات القدر وأننا كنا وما زلنا في مستوى هذا الحدث بل وأقوى منه بكثير ؛ وكل ما قد تأي به الأيام والسنون وبالله التوفيق .
بقلم : عبد الكريم لراك