نحن والاصالة ... بقلم عبد الكريم لراك
ها نحن صرنا الى ما نكره ...
نفتقد الاصالة في كل شيئ تقريبا في المعاملات في الحياة الاجتماعية بشكل عام الا القلة القليلة ...في خطاباتنا .. فننا ابداعا تنا ..نفتخر بالماض الجميل من حياة امتنا العربية حيث كانت الثورة الادبية والفنية والسياسية إبان مطلع القرن الماضي وكان العطاء خصبا مدرارا في كل مجالات الحياة لم تمنع الحروب المتتالية الامة من اخذ قصب السبق في الرقي بالجانب الفني والادبي من حياتها الى جانب ما انشاته الظروف السياسية التي عرفتها المنطقة العربية من تحولات أثرت سلبا وايجابا على السير العام للمجتمعات العربية فكانت السياسة تمشي على هدي هذا الرقي الادبي الراقي في البداية نذكر على سبيل المثال نموذجين سامي البارودي شاعر القلم والسيف معا وشكيب ارسلان في سوريا ومحمد عبده ورفاعةالطهطاوي في مصر واليازجي بلبنان وعلال الفاسي بالمغرب وابو بكر الجزائري بالجزائر كلها عوامل أثرت الساحة الادبية والسياسية في آن واحد وكانت رافدا للدفع بعجلة الاقتصاد الى نمو لم يكن ليشهده لولا هذه النهضة التي لا تقدر بثمن واليوم حال الحال بالامة العربية الى اجواء اخرى فالنمو الديموغرافي أصبح خرافيا بالقياس الى الماضي القريب أو البعيد ومتطلبات المجتمعات من السلم والامن والاستقرار والعيش الكريم غذت ضرورة ملحة في كل الاوساط حماية للارض والعرض والانسان ككائن بشري اهل للعزة والكرامة .. قلت نستحضر جانب الاصالة لتحقيق الذات لخلق توازن طبيعي بين مكونات المجتمع المدني أصالة تبني ولا تهدم تنشر الاشعاع ولا تثير البهرجة ثم لا شيئ بعد ذلك أصالة في الدين والدنيا والحياة الخاصة والعامة أصالة في البيت والشارع والمدرسة والعمل بكل أطيافه أصالة تمثلنا حقا صورة مشرقة ذات معنى في عين الغرب والشرق على السواء وحتى في عين انفسنا اصالة تحمينا من مكر الايام وغدر الاستلاب بكل أنواعه الذي يتلفع بأردية مقنعة في كل جيل رغبة في الرجوع بنا الى الوراء .. أصالة نستثمرها لبناء مجتمع فاضل متشبع بروع التعاون والمحبة والوعي وهذا هو بيت القصيد الوعي ذلك المصباح الذي يخفت بين الحين والحين بريقة نتيجة غياب الروح الاصيلة... أصالة تذكر الاجيال التي سبقتنا بأننا لسنا اقل كفائة من الآباء والاجداد لحمل راية التقدم الحقيقي الى الامام ورحم الله شاعر الشباب علال الفاسي إذ يقول :
كل صعب على الشباب يهون *** هكذا همة الرجال تكون .
بقلم عبد الكريم لراك
13/04/2016