في عينيك أخي أقرأ حجم الألم
وبين جنبيك كثير الأمل
وبين كلماتك يسكن المجهول
لا لون الذهب يسعدك
ولا شموس الأيام تدفئك
يا غربة الزمن ما أقساك
ويا ألوان السراب ما أضناك
أقمار وشمور تمضي
وأنت في نفس المكان
ثابث كأحجار الماس
تنتظر الشيئ واللاشيئ
علامات السير والوقوف والاستراحة
صارت شعارات وفقاعات
لم تخذك لأي سبيل
لم تفتح في وجهك أية نافذة أو باب
أو حتى ثقب إبرة
كي تحضى ببعض السعادة
إنس آدميتك قليلا
وعفر وجهك السندسي بالتراب
فلعل في ذلك بعض الراحة
أو لقيمات تسد جوعك الطويل
كثرت منك الأسئلة ولا مجيب
لو كنت ماسح أحذية لنودي عليك
وتفتح جيوبك المثقوبة عبثا
هنا ضاع أمل منشود
وثقافة كنت أحسبها القمة الباردة
فطنت بعد حين أنك رجل
لكنك غير حائز قوة الشيئ المقضي به
الى متى تغني نشيد الوحدة وحدك
الى متى تحفظ طرقات المدينة خطواتك
وأنفاسك وحكاياك الداخلية
تعيد كل مساء ذكرياتك القديمة
عساك تجد في بعضها
جوابا أو عزاء أو حتى شفاء
رباه ماذا أصنع وكلي آمال وأحلام
علومي آدابي كل أرصدتي
لم تسعفني بعد
لم تنشر رايتي على الملأ
بأني أستحق الحياة كالآخرين
وإن كان بلوغ القمر بعضا من الأحلام
مدينتي كمطبخي خالية من أدوات العمل
رائحة الطهي لا تزورها
ليست في حاجة للبناء أو الابداع او العطاء
مدينتي تعشق العاطلين وتحب الفقراء
وأنا أحبها ورغم كرهها سأبنيها
وبعرق جبيني غدا سأحييها
وبالأيمان التي أقسمتها
ستكون لي ولك دوما وأنا لها
حقا لم أصل بعد ما أريد
ولكن هذا ما عساني أهديها
19/05/2017