يقول لامارتين المفكر والشاعر الفرنسي : لا شيئ يجعلنا عظماء غير ألم عظيم . >> والعظمة لاتأتي من فراغ بل دونها الصبر ورباطة الجأش والتحلي بروح الحكمة والتأني في كل شيئ دو نهاالايمان الوطيد بأن الدنيا وما فيها دار ابتلاء لا دار استواء ومحك اختبار قوة الشخصية
ومستوى معنوياتها ،دونها الكثير من التفاؤل في مختلف مراحل الحياة قصرت أيامها أم طالت،مهما كانت الظروف ومهما ارتفعت تكاليفها،وهي بالتالي ليست القمة الباردة كما قال عباس العقاد ذات مرة ،وانما هي غاية الغايات أبسط الوسائل المؤدية إليها السلاح المستباح في الحياة ألا وهو حبل
التفاؤل والطاقات الإيمانية المخزونة في أعماقنا منذ ملايين السنين تنتظر منا كل ثانية أن نكشف عن خفاياها ونوقذها إكسيرا حياة يبهج مسار حياتنا ومصباح أنوار تخدمنا وتعلي مكاناتنا تلك الطاقة المستمدة أساسا من الخالق الأعظم ،أنظر معي إلى الإنسان المصري القديم كيف بنى الأهرامات وإنسان القرن العشرين الذي أوصلته عبقريا ته وكفاحه وتفاؤله رغم جسيم التحديات وقساوة الحروب إلى بلوغ القمر ،، ألست تتفق معي أن نظرة التفاؤل لم تبارح خياله وفكره ووجدانه وعبقريته ، إذ يعني ذلك النظر إلى الأمام وليس الالتفات إلى الوراء إذ الماضي بكل جماليته وإيجابياته وسلبياته لا يمكن الركون إليه والعيش على ذكراه اللهم إلا استلهام عبرمن أخطاء وتحويل ماكان سلبي إلى إيجابي ، وصفوة القول إن الاستمرار في الحياة بنجاح رهين بالنظرة المتفائلة ، وبالأمل الدؤوب المخلص دون انتظار كلمة شكر من أحد ، وانما هو ديدن ألفته النفس مبدأ ارتاح له الضمير سبيلا وانشرح له الصدر عبيرا يضيء دروب الحياة ... نعم ذلك هو التفاؤل والرجاء الذي لا ينفذ ...