تصورات وأحلام .... بقلم عبد الكريم لراك
تصوروا أن الحروب انتهت والمشاكل انقضت والابتسامة علت الشفاه والصحاري القاحلة غمرتها المياه ؛ تصوروا المجانين عقلت ؛ والى الرشد واللين آبت القاسية قلوبهم ؛ تصوروا الجرائد من الجمال أضحت رياحين وأشعارا ؛والأحزان من القلوب سافرت جداولا و أنهارا . والحب متمكنا في القلوب ساكن وبالأعين آمن تصوروا الأحلام حقائق ؛ بعضها يحملك الى ألف شاطىء وشاطىء وبعضها يحلق بك في السماوات كأحلى ما تعنيه الآمال والأمنيات .
تصوروا الموت أغلى صديق لا يخيف انسان والحياة حديقة كبرى كلها ربيع وليس هناك قر ولا هجير ولا هزال أو خريف ؛ تصوروا السياسة كالفلاحة تقبل كل التآويل والمعاجم وأن ماءها واحد وإن اختلفت الينابيع ولا ضد في معنى تحقق الهدف رغم تعدد الوسائل .
تصوروا الجدية غزت الادارة كالجندية في دقتها والاثارة ؛ غايتها التقدم دون انتظار كلمة شكر أو حتى مقابل ؛تصوروا عودتنا للنفوس بعين البصر والبصيرة ؛ تصوروا أننا غفونا واستفقنا لندرك ما فاتنا وأعادة ما ضاع من يدينا في لحظة طيش أو غضب أو تطاحن.
تصورا أن السلام بداية الكلام ومنتهاه ؛ وأن للأفكار جلجلة تبعث النشاط في الأرض الموات ؛وأن دقات القلوب مقياس كل تقدم ونجاح ؛ وأن العدل شريعة المتحابين في الله وأن للظلم مقابر لا يزورها أحد حتى الظلام نفسه.
تصوروا أن الفكر المستنير يقود كل المجتمعات للمدينة الفاضلة ؛ حيث لم يفصم العالم بجدران متساندة وحيث السكينة نشرت ظلالها .
تصوروا أن للمدن الحجرية عيون وقلوب بها ترى وتسمع وتكتب رمز بقائها بماء الذهب ؛تصوروا أن جلباب التاريخ المهلهل كشف الجسم الانساني ومدى نضجه أو فقره الفكري والعاطفي والروحي فأعاد تشكيل الزمن والأجيال بطريق جديدة يرضاها الخالق سبحانه .
تصوروا أن الفن لا يعرف الكذب وإن فعل غدا فعل ماض ناقص أو مبني للمجهول و أن للبسمة معنى وللمعنى لون يلج القلوب والأرواح من أول وهلة .
تصوروا أن موضة الانترنت توقفت الى ما لا نهاية ففتح الانسان أعينه على الأرض السمراء يفهمها وتفهمه يحدثها وتحدثه كعاشقين غير منفصلين منذ الأزل العريق ؛ويعيد تشكيل مساره بطريقة مختلفة تصوروا أن الدنيا غدت تمشي بالكلمة لا بالساعد وحده؛ وقديما قيل قل كلمتك وامش؛ وها قد قلت كلمتي وحلمت بعض الشيء فأملي أن نمشي بعد هذا كله الى حياة أفضل ولحظة أجمل مما نحن عليه الآن و .. لكم واسع النظر..
25-02-2020
عبد الكريم لراك