هذه الرواية للأديبة السعودية أثير عبد الله النشمي كما هو معروف وهي امتداد للجيل الذهبي في منطقة الحجاز أمثال الشاعر الراحل أحمد قنديل الذي احتفى به المغرب في الاسبوع الثقافي السعودي عام 1978 ومن أجمل أعماله الكثيرة ديوان نار وكذا الشاعر محمد سعد المشعان ؛ نعود للأديبة أثير فنجد لها حتى الآن خمس روايات منها رواية احببتك اكثر مما ينبغي وهي بلسان المتكلم والذي أعيد طبعه عشر مرات والجزء الثاني منها فلتغفري فهو بلسان ذكوري بطل الرواية عبد العزيز ولها ايضا رواية ذات فقد وفي ديسمبر تنتهي كل الأحلام وعتمة الذاكرة ؛هذا الادب تطور منذ عصر النهضة أواسط القرن الماضي على يد رواد كان لهم وزن وحجم في الحياة الثقافية في الوطن العربي أذكر من بينهم الشاعر المهجري جبران خليل جبران في رسائله مع مي زيادة هو بأمريكا بعيد الحرب العالمية الاولى وتغير الوضاع بلبنان وهي بمصر تحت عنوان رسائل حب دامت لعدة سنوات يقول بعض الباحثين انها قاربت ثلاثة عشر سنة وهي في مجملها تتحدث عن نظرة الطرفين الى الحب كلا من زاويته وإن لم يلتقيا في يوم من الايام ؛ ونجد أيضا رواية سارة لعباس محمود العقاد الذي تحدث بعمق عن أوجه التقارب والتنافر بينه وبين بطلة روايته وهي قصة واقعية كما يقول النقاد ؛ وكما اشار العقاد في كتابه هذه الشجرة الذي تحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة وعن خصائص كثيرة تناول نفسية المرأة وتعاملها وكل ما يتصل بشخصها من قريب أو بعيد وهو كتاب رائع قمت باستنساخه عن النسخة الاصلية بداية الثمانينات نظرا لعدم توفر ه في الاسواق آنئذ في اربعة أيام ؛ رواية الاديبة أثير استعراض لما يخالج أعماق المرأة من افكار وتناقضات ومقدرة مستبسلة للحفاظ على حب في مهب الرياح والذود عنه أمام تلاعبات الطرف الثاني وهي تصوير دقيق لحالات واقعية غالبا ما تفتقد الى التصريح والتعبير فكانت أثير بروايها مساهمة الى حد بعيد في إبراز ما تحفل به نفس المرأة الجياشة بالعواطف والأفكار المتباينة حسب الظروف والأحوال .