وقد يرجى لجرح السيف بـرء ***ولا برءٌ لما جرح اللســان
جراحات السنان لها التـئـام *** ولا يلتام ما جرح اللســان
وجرح السيف تدمله فيبـرى *** ويبقى الدهر ما جرح اللسان
هذه الأبيات الشعرية المفعمة بالحكمة ذات المعنى العميق تنسب لشاعر عربي يلقب بشاعر الحكمة هو يعقوب الحمدوني وقد أطلت البحث عنه غير أني لم اجد للرجل من ترجمة تقرب شخصه لنا بعض الشيئ أو بعض ما حفظه التاريخ له من دواوين أو مأثورات ؛ وقد سارت أبياته مضرب الامثال نظرا لأهميتها في حياة كل الناس على اختلاف مشاربهم ومكوناتهم ؛ ففي البيت الأول يؤكد الشاعر في مقارنة جميلة جرح اللسان وجرج السيف فالثاني يبرأ ويلتئم بعكس الأول وهذا بين في حياة الناس ومعاملاتهم خاصة من أؤلائك الذين يؤذون الاحساس بالكلمة الجارحة والغريب من قول الشاعر أنه استطاع اعادة الصياغة لما قال بطريقة جد فنية وذكية في بيته الثاني ولم لا نقول الثالث أيضا ذاك أنه ألقى بعض الظلال على المعنى فتحدث بلغة الجمع جراحات مقابل كلمة جرح في البيت الأول هذا من رغبته في تقريب الصورة الحقيقة لأثر الجرح في النفس والاحساس والبقاء في الذاكرة محفوظا ؛ويقصد من ابياته أن القول ينفذ ما لا تنفذ الابر وأن السيء في القول لا تبرئه أدوية الشفاء ولا عوامل النسيان .