الصورة الجميلة باقتراح من الاستاذة بوشرى الشباني على صفحتها وهذا تعليقيى المتواضع عليها .
أعمدة تطاول الزمن بصمودها وأروقة عديدة اتحدت وجهتها نحو القبلة المشرفة تأبى الا أن تشهد بعراقة من مروا من اللآباء والأجداد منذ عهد الموحدين والى اليوم ؛ زخارف تتغنى ألحانها أن ذكر الله يحتاج لرفع المقام والتجلي عبر الحضارات في أبهى الصور وأروع اللآيات ؛ عبد المومن بن علي الكومي رجل العصر يأبى الا أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه رغم أن حكم دولته لم يتجاوز الستة عشر عاما تماما كما فعلت الصائمة المحتسبة فاطمة الفهرية بفاس وهي تعلي صرح القرويين وبين هذا الصرح وذاك تلتقي العبقرية في الهندسة والتخطيط والحرص على الاخراج الذي سيخلده الدهر الى أن يرث الله الأرض ومن عليها فهذا الرجل أعاد بناء هذا المسجد على الأرضية المناسبة وشرف المقام في وقت عز وقوة وسلطان تجاوز حكم المغرب الى الأندلس ؛ تلك هي عبقرية المغربي حين ينهض فكريا وروحيا وعلميا فلم يبن ملك على جهل وإقلال كما يقول الشاعر لذا حرص عبد المومن بن علي في منتصف القرن الثاني عشر أن يضفي من حلل الزخرفة والنقوش وتعدد الأروقة والاجنحة ما تشيد به يد الايام والقرون ؛فمنبر الكتبية صنع في قرطبة في أروع حلة وأجمل صناعة منبر آلي الحركة وكأنما ليعلن للعالم عبر هذه القرون أن كلمة الاسلام تعني الحياة والحركة لا الجمود والسكينة ؛وللزائر مسجد الكتبية أن يشهد كلمة حق لهذه الدولة وهذا الرجل بالامتياز الحضاري وإن لم يكن لعبد المومن الا هذا الانجازوحده لكفاه فخرا ومجدا وتحية طيبة للأستاذة بوشرى الشباني وعذرا على بعض الاطالة فالصورة تتحدث عن نفسها .