منتدى زِدْنِي عِلماً القانوني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى زِدْنِي عِلماً القانوني

لطالب العلم عز الدنيا وفوز الآخرة وخير الناس من نفع الناس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قيس بن الملوح ومالك بن الريب التميمي أية مقاربة ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الكريم لراك

عبد الكريم لراك


عدد المساهمات : 62
تاريخ التسجيل : 19/08/2013

قيس بن الملوح ومالك بن الريب التميمي  أية مقاربة ؟ Empty
مُساهمةموضوع: قيس بن الملوح ومالك بن الريب التميمي أية مقاربة ؟   قيس بن الملوح ومالك بن الريب التميمي  أية مقاربة ؟ Icon_minitimeالأحد أبريل 19, 2020 4:46 pm

مقاربة بين شاعر الغزل قيس ابن الملوح ومالك بن الريب التميمي
بقلم عبد الكريم لراك

كلمات تعقيبية على تدوينة الأستاذ سعيد حاجي عن مرثية الشاعر مالك بن الريب التميمي والشكر موصول له مسبقا ؛ قلت ما يلي :

الشعر ديوان العرب و أضيف هو صورة العرب مظهرا وجوهرا ؛ فقصائد الشعر الجاهلي والعصر الإسلامي غالبا ما أبانت لنا ذلك الوضع على أتم ما تكون الشفافية وأبلغ ما يكون التصوير ؛ فنجد الشعراء الصعاليك كالشنفرى وعروة بن الورد وتأبط شرا ومالك بن الريب التميمي ؛ الذي يعنينا اليوم.
هو شاعر عاش في القرن الأول للهجرة وتوفي خلاله تميز بالصعلكة كما تروي السير عنه ؛ غير أنه تاب بعد ذلك بترغيب من سعيد بن عثمان بن عفان حيث نصحه فأذعن و اصطحبه للجهاد معه ضد تمرد خراسان ؛ ولدى عودته الجهادية لسعته أفعى أودت بحياته ؛ لكن بعدما رثى نفسه بهذه القصيدة العميقة حيث تبلغ أبياتها إثنا ن وستون بيتا وهي من البحر الطويل .
وبالرجوع اليها تحضرني مقالة كنت قد قراتها في مجلة الوحدة لسنة 1987 تحت عنوان كل نفس ذائقة الموت إالا سي محمد سليطن نسيت المؤلف لكني لم أنس إبداع الكاتب حيث يصف حالة الموت وهو يغزو ببطء كيانه ثانية فثانية في روعة وتصوير لا نضير لهما ؛ يقول مالك بن لبيب في مطلع قصيدته :

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه ** وليت الغضا ماشى الركاب لياليا

يمضي الشاعر في المطلع الاول يستعرض نحفات من شجاعته ولوما خفيفا من حياته السخيفة أيام الصعلكة ؛ وتوبته وتجنده مع ابن عفان حيث يقول :

ألم ترني بعت الضلالة بالهدى **وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
ثم يأسى على حاله ومآله فيقول :

تذكرت من يبكي علي فلم أجد ** سوى السيف والرمح با كيا
ولما تراءت عند مرو منيتي ** وحل بها جسمي وحانت وفاتيا

والقصيدة طويلة كما نعلم جميعا وتعد أكبر وأعمق وأصدق مرثية في ديوان الشعر العربي ؛ رأينا الخنساء في رثائها لأخويها معاوية وصخر تنطق بلسان الأمومة اكثر من الأخوة ورثاء المهلهل المعروف بعدي بن ابي ربيعة حيث يقول :

أعيني جودا بالدموع السوافح **على فارس الفرسان في كل صافح

ورئينا رثاء المتنبي لأخت سيف الدولة ولجدته التي أدركها الموت قبل رؤيته ؛نستنتج من هذا وغيره أن الشاعر العربي قديما كان ذا شاعرية مرهفة وإحساس رقيق لكنه صادق ومعبر؛ ولوعة يجيد تمثيلها في معاني وجيزة ومشهد متكامل الأوصاف .

ولنعد الى قصيد مالك بن لبيب لنقا رن بعض الشيء بينه وبين معاصره قيس بن الملوح عاشق ليلى العامرية وابن عمها ؛ صاحب الغزليات المعروف التي حرمته مع الظروف من ليلاه – غرضنا من ذلك وجه الشبه بين الرجلين في عدة أشياء وإن كان المجال لا يتسع في هذا المقام لذلك .

يقول بن الملوح في مطلع قصيدته :

تذكرت ليلى والسنين الخواليا ** وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا
فليت ركاب القوم لم تقطع الغضا ** وليت الغضا ماشى الركاب لياليا

ولنلاحظ هنا أن مالك بن لبيب يقول هو الآخر :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه** وليت الغضا ماشى الركب لياليا
في البيت الثاني نفس العجز بحرفه ومعناه لشاعرين عا شا في عصر واحد فأيهما أخذ عن الآخر ؟ نرجح أن مالكا هو الناقل عن قيس بن الملوح لأن معنى قيس أكثر دلالة وعفوية وعمقا وتصويرا للمشهد أكثر منه لدى مالك بن لبيب الذي كرر كلمة الغضا وهو الشجر خمس مرات في بيتين متاوليين ؛ وهذا غريب نحمله على التكلف لا على براعة التصوير ؛ ومقارنة أخرى قوله مالك

فيا صاحبي رحلي د نا الموت فانزلا ** برابية إني مقيم لياليا
أقيما على اليوم أو بعض ليلة **ولا تعجلاني قد تبين ما بيا

بينما يقول قيس :

خليلي إلا تبكيان ألتمس خليلا ** إذا أنزفت دمعي بكا ليا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة ** وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
وما دام العروض في القصيدتين من البحر الطويل؛ فهو متنفس لكل الآهات لدى الشاعرين هذا يبكي حياته وذاك حبيبته وكلاهما سمع بالآخر لا مراء في ذلك ؛ غير أننا لا نستبعد توارد الخواطر ولا نستغرب منحول الشعر والمضاف لغير قائله ؛ في حين لا ننكر حق الاقتباسات ؛ فوجه المعارضة بين القصيدتين يختلف في المضمون في حين يتفق في التصوير والقالب اللغوي ؛ لنستمع لقيس يقول :

ولا سرت ميلا من دمشق ولا بدا ** سهيل لأهل الشام إلا بدا ليا
ويقول مالك :
أقول لأصحابي ارفعوني فانني ** يقر بعيني ان سهيل بدا ليا
سهيل بدا للشاعرين وفي عجز البيتين معا كيف ولم ؟ ثم إن سهيل هذا قيل هو نجم في السماء وقيل أعدى العرب مثل سليك

الحديث عن المقابلة بين القصيدتين جد طويل وإن اختلف المضمون كلا الشاعرين لهما رفيقان ولهما حنين لذكريات لزمن جميل راح للأبد ؛ وطلبات تكاد تشبه التماس الدعاء لما نابهما من مصاب ففقد الأمل للحبيب لدى قيس كفقد الروح لمالك كلاهما أهل لرثاء باك يدخل التاريخ من أوسع الأبواب ؛ يقول قيس :

خليلي إ ن ضنوا بليلى فقربا** لي النعش والأكفان واستغفرا ليا
ويقول مالك :
إذا مت فاعتادي القبور وسلمي ** على الرمس أسقيتي السحاب الغواديا

هذا ولم نتحدث عن إذاعة طنجة ولا عن المذيع الكبير عبد اللطيف بن يحيى ولا عن الذكريات التي رافقتنا من خلالهما وباقي من أثروا الساحة الفنية والأدبية منذ السبعينات وهم أهل لكل التقدير والشكر نترك ذلك لحديث آخر وتحية طيبة للأستاذ المفكر سعيد حاجي الرجل الطيب النبيل

بقلم عبد الكريم لراك
19/04/2020
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قيس بن الملوح ومالك بن الريب التميمي أية مقاربة ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القانون والقوة أية مقاربة ؟؟ بقلم :عبد الكريم لراك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى زِدْنِي عِلماً القانوني :: lفن, ثقافة, هوايات :: من روائع ذ. عبد الكريم لراك-
انتقل الى: