هكذا أريدك تابثة العزم قوية الإرادة، أحادية الموقف و القرار ذات نظرة بعيدة و متوازنة إلى المستقبل، محسنة الظن بنفسك؛ على حذر و حيطة مما يدور حواليك من أحداث الحياة و متناقضات بني البشر ؛ رقيقة لكن في غير ضعف ؛ أبية في غير كبرياء، عزوفة عن الصغائر، نائية عن الترهات اليومية التي لا طائل ورائها ؛ أريدك مثل الزهر يشتاق للندى و الندى المقصود هو إعمال الفكر و الوجدان معا؛ و حسن تدبير أمور الحياة ؛ و تحليل المواقف و إعطاءها المكانة اللائقة بها واثقة بنفسك التي دربتها على الصبر و الثبات و الاتزان و مرنتها على عدم الانفعال الصبياني و الاندفاع الجامح الذي يفسد كل شيء، أريدك بريئة براءة الأطفال و الغدران ؛ تسايرين ركب الحياة بحكمة و نفسية قابلة للتجديد و معنوية تزداد ارتفاعا يوما عن يوم .. أريك أن تعطي للأنثى الساكنة بداخلك مفهومها و معناها فما أكثر اللواتي تجردن من الأصالة و انخدعن بالمظهر الزائف و المنطق الخداع ما عدن في حياتهم .. أريدك أن تعملي بما عمت و إن كان قليلا دون نظرة دونية لجوهر الذي يمثله داخلك ؛ فرصدك الثقافي أو المادي مهما كان متواضعا يغنيك كثيرا تكوني أحب ناس و أنضجهم و أسعدهم و أكثرهم استبشارا و تفاؤلا بالحياة و ما تأتي به ؛ لا تنظري كثيرا على الخلف إلى الماضي و إذا فعلت فللعبرة و الإلهام و التقدم ، و عيشي لحظتك بصدق أنها جزء من عمرك الزاهي و لا تستشفي الغيب الآتي فإن ذلك سيتعب فكرك بعض الشيء و إنما اعملي ما من شأنه أن يزهر مستقبلك .. أنت اليوم في ريعان الشباب و مما لا شك فيه أنك بعد حين تصبحين أما تربي جيلا لخدمة الحياة
عبد الكريم لراك