منتدى زِدْنِي عِلماً القانوني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى زِدْنِي عِلماً القانوني

لطالب العلم عز الدنيا وفوز الآخرة وخير الناس من نفع الناس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لفضاء الأوروـ متوسّطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيد الزعيم
Admin
سعيد الزعيم


عدد المساهمات : 320
تاريخ التسجيل : 08/11/2012
العمر : 35

لفضاء الأوروـ متوسّطي Empty
مُساهمةموضوع: لفضاء الأوروـ متوسّطي   لفضاء الأوروـ متوسّطي Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 09, 2012 7:24 am

الفضاء الأوروـ متوسّطي:
من أجل مقاربة شاملة ومتضامنة بين الشركاء
* أحمد عصمان
رئيس التجمع الوطني للأحرار ـ المغرب
يشهد عالمنا تحولات عميقة ذات أبعاد جديدة معقدة قلبت رأسا على عقب ما كان يعتبر مرجعيات قارة وتوازنات قائمة.
فبسقوط جدار برلين وانهيار المنظومة الشيوعية فكريا واقتصاديا وسياسيا، برز وضع دولي جديد، كانت له آثار بالغة على العلاقات الدولية. وقد أدت تلك التقلبات العميقة الى تسارع وتيرة العولمة التي أخذت تعم جميع جوانب ومناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأدت سيادة القطب الوحيد الى فرض نظام عالمي جديد ينعدم فيه التوازن في العلاقات الدولية وتتخذ الشرعية الدولية ذريعة لتحقيق مصالح وأهداف جيواستراتيجية واقتصادية وسياسية أنانية وتمارس الانتقائية والكيل بمكيالين على حساب القضايا العادلة للشعوب المستضعفة وفي مقدمتها القضايا العربية والاسلامية العادلة. ولقد تفاقمت الأوضاع الدولية عقب الهجومات الارهابية على نيويورك وواشنطن في يوم 11 سبتمبر 2001، والحرب التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان، فعوض اللجوء الى الشرعية الدولية تحت غطاء الأمم المتحدة ومكافحة الأساليب والبواعث التي أدت الى هذه الحال نشاهد استعمالا جنونيا للقوة المدمرة.
ان هذه الأوضاع تطرح على المجموعة الدولية تحديات كبرى، تتعلق ببنية النظام الدولي ودور الامم المتحدة فيه ودور التجمعات الدولية، والسيادة الوطنية للدول والخاصية الثقافية للشعوب في ظل العولمة المتسارعة والهوة المتّسعة بين دول الشمال الغنية ودول الجنوب الفقيرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية وفي الميدان الرقمي بصفة خاصة.
كما أنها تطرح مجموعة من الاشكاليات أهمها تدهور احترام القانون الدولي والالتزام بالشرعية الدولية وتفاقم الأخطار المتولدة عن التطرف والتعصب والعنف والارهاب إثر أحداث 11 سبتمبر 2001، وما نتج عنها من ردود فعل وتداعيات أدت الى اختلالات عميقة في العلاقات الدولية.

وفي ظل هذه الأوضاع، ونتيجة للسياسة غير المتوازنة وغير المنصفة للقطب الاحادي ولتحيزه الواضح الى جانب اسرائيل، ضربت هذه الاخيرة عرض الحائط بالاتفاقيات الموقّعة في إطار مسلسل السلام بالشرق الاوسط، بل وصعّدت حربها الشاملة على الشعب الفلسطيني مخلّفة مئات الضحايا، ونفذّت سلسلة من الاغتيالات استهدفت قيادييه وأطره وهاهي اليوم تعرقل تنفيذ خارطة الطريق مواصلة إقامة المستوطنات وبناء الجدار الفاصل ومحاصرة رئيس السلطة الفلسطينية مهددة إياه بالإبعاد، واقتحام المدن والقرى الفلسطينية، وتقتيل السكان وتدمير البيوت والمنشآت. ولقد قامت اسرائيل بهجوم على الاراضي السورية شكل خرقا سافرا لاتفاقية الهدنة وتهديدا خطيرا باتساع رقعة العدوان الاسرائيلي الى البلدان العربية المجاورة.
ولقد شكلت الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا العظمى على العراق والتي أدت الى احتلال العراق وفقدان دولة من أقدم وأعرق دول العالم استقلالها وسيادتها، والى تفاقم الأحوال الأمنية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية للشعب العراقي، منعطفا خطيرا في العلاقات الدولية، تجلى في تهميش مجلس الأمن، وضرب بالشرعية الدولية والقانون الدولي عرض الحائط.
وإنّنا ننوّه بمواقف بعض البلدان الاوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا التي أكدت
(عبر مواقفها الصارمة) تشبثها بالشرعية والقانون الدوليين وحرصها على قيام الامم المتحدة بدورها في معالجة المشكل العراقي سواء فيما يعود لإنهاء الاحتلال أو لإعادة الإعمار.
إن التحديات المطروحة، تدعونا جميعا الى النضال من أجل إرساء العلاقات الدولية على أسس جدية من الالتزام بالقوانين والاعراف الدولية والتفاهم والتضامن من أجل مواجهة النزاعات والارهاب والتطرف والفقر، تلكم الآفات التي تستوجب معالجة شمولية في إطار التعاون الإقليمي والدولي وتقوية الحوار بين الديانات والحضارات والثقافات، والعمل الجاد من أجل حل عادل لعدد من القضايا والصراعات العالقة التي تشكّل مصدرا من مصادر القهر والإحباط وفي مقدمتها تمكين الشعب الفلسطيني من العيش بأمن وسلام في دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية واسترجاع الشعب العراقي استقلاله وسيادته في أقرب الآجال.
إن انعدام التوازن في العلاقات الدولية يدعونا جميعا الى التفكير والعمل من أجل إعادة بناء هذه العلاقات على أسس القانون والشرعية الدوليين. كما يدعونا الى التفكير في إعادة النظر في تركيبة هياكل الامم المتحدة ودورها ووسائلها لتكون أداة فاعلة وقوية في خدمة قضايا السلم والأمن والعدالة والتنمية والتضامن بين شعوب المعمورة وضمانة أساسية لحماية سيادة الدول.
وفي اعتقادنا أن فضاءنا الاورومتوسطي، يمكن أن يلعب دورا رياديا وحيويا في هذا المجال. وأود هنا أن أذكّر بأن إعلان برشلونة شمل ثلاثة ميادين للتعاون:
ـ الشراكة السياسية التي تستهدف إقامة حوار سياسي تدريجي واتخاذ تدابير ثقة بين بلدان المنطقة.
ـ الشراكة الاقتصادية والمالية التي تستهدف بناء منطقة رخاء متقاسم عبر إقامة منطقة أورومتوسطية للتبادل الحر وتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية ذات النفع المشترك.
ـ التعاون في المجال الاجتماعي والثقافي والبشري الهادف الى تطوير الموارد البشرية وتيسير التفاهم بين الثقافات والمبادلات بين المجتمعات المدنية.
ورغم تقلبات الظرفية الاقليمية والدولية والحدود الهيكلية التي عرفها هذا المسلسل، فإننا في المغرب وفي المغرب العربي عامة مقتنعون من جهة بوجاهة وجوده ومن جهة ثانية بضرورة اعطائه نفسا جديدا يضفي عليه دينامية تناسب الأوضاع الحالية والتحديات الناجمة عنها.
وأعرض بكيفية موجزة حدود المسلسل وبعض الاقتراحات من وجهة نظر المغرب.
في اعتقادنا أن هناك قضايا ذات طابع عام، نضع على رأسها الوضع المتأزم الى أقصى الحدود بالشرق الأوسط. فرغم التفريق بين المسارين، هناك تفاعل كبير بينهما.
المسألة الثانية تكمن في التباين بين بلدان الضفتين، حيث أن بلدان الضفة الجنوبية تتقدم مع الأسف في صف مبعثر أمام اتحاد أوروبي يستطيع رغم الخلافات بين دوله الاعضاء أن يصل الى حد أدنى من التوافق والحلول الوسطى على مستوى الموقف الاوروبي.
ومما يزيد الطين بلة أن هذا الوضع يرافقه عدم التجانس على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية بين ضفتي البحر الابيض المتوسط.
أضف الى ذلك أن هناك فارقا كبيرا في نظرة كل من الطرفين الى تراتبية الأولويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث يسود الشعور لدى بلدان الجنوب بأن اهتماماتها لا تؤْخذ بعين الاعتبار بالقدر الكافي (المديونية، المنتوجات الفلاحية إلخ) وأن هناك انعدام توازن لصالح موضوعات حوار وأعمال تعاون قد تكون مهمة، إلا أنها لا تساعد على قيام شراكة متوازنة.
السؤال المطروح إذن هو كيف يمكن معالجة هذه الاختلالات الهيكلية وصولا الى شراكة حقيقية تحقق الاهداف المتوخاة التي رسمها إعلان برشلونة؟
إن الأمر يقتضي مقاربة شمولية، متوازنة ومتضامنة بين الشركاء.
ـ شمولية بمعنى أنها تعالج مجموع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأن تعالج كذلك في كل جانب من هذه الجوانب جميع ميادين التعاون ذات الاهتمام والنفع المشتركين.
ـ متوازنة بمعنى أنها لا تؤْثر جانبا على جوانب أخرى وأشير هنا الى طغيان الهاجس الامني والنظرة الامنية لدى شركائنا الاوروبيين. وإذا كنا من جهتنا لا نشك في الأهمية القصوى لهذا الجانب، خاصة في الظروف الدولية التي يعرفها عالمنا اليوم، فإننا نلح أيما إلحاح على ضرورة إيلاء العناية اللازمة للجوانب الأخرى المرتبطة به والمتعلقة بالتنمية الشاملة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
ـ متضامنة بمعنى أنها تأخذ بعين الاعتبار الاختلالات التي تميز ضفتي البحر الابيض المتوسط في المجال التجاري وتأهيل اقتصادات الجنوب من أجل فضاء أورومتوسطي ينعم بالسلم والرفاهية والرخاء.
أما فيما يتعلق بميكانيزمات التسيير والتنظيم، فإن مسار برشلونة يتميز بغياب هياكل متساوية الأطراف تمكن بلدان الجنوب من الاشتراك بكيفية حقيقية وفعالة في مسلسل اتخاذ القرار. فرئاسات الاجتماعات الوزارية وغيرها تعقد على وتيرة رئاسات الاتحاد الاوروبي ودائما في البلدان الاوروبية. ومن المهم أن يتم سن نظام لتقاسم الرئاسة والتداول بشأن مقرات الاجتماعات كلما مكنت الظروف السياسية من ذلك.
ومن المؤكد أن الحوار، على الصعيد السياسي، سيكون أكثر فاعلية وجدوى إذا ما اعتمد العناصر التالية:
ـ أن يكون شاملا وأن يغطي مجموع الاهتمامات المعبر عنها من طرف الشركاء.
ـ الإبقاء على الطابع المندمج لهذا الحوار للإلحاح على العلاقة القائمة بين الأمن والتنمية.
أما على الصعيد الاقتصادي، فإن الاستراتيجية الواجب اعتمادها في هذا المجال، تمر عبر تحقيق عدد من العمليات الضرورية وهي:
ـ تعبئة الموارد المالية لمواكبة التنمية الاقتصادية لبلدان جنوب البحر الابيض المتوسط.
ـ أخذ بعين الاعتبار اهتمامات هذه البلدان مثل تطور المبادلات الزراعية، والتفكير في معضلة المديونية، وتطوير الاستثمارات الاجنبية.
ـ تسهيل ومساعدة الاندماج الجهوي وخاصة اندماج بلدان الجنوب، ونؤكد هنا بأن بناء المغرب العربي واندماج بلدانه يمثل بالنسبة لبلادنا خيارا استراتيجيا لا رجعة فيه، ليس فقط بالنظر الى قواسم التاريخ والدين واللغة والثقافة والجغرافيا، بل كذلك بالنظر الى المنافسة الشديدة والعولمة والنظام الاقتصادي الجديد الذي لا يحتمل إلا التكتلات الواسعة والموحدة.
وفي نفس السياق، فإننا نسجل بارتياح إعلان اكادير الذي يرمي الى إقامة منطقة للتبادل الحر بين دول المغرب وتونس ومصر والاردن ملين أن يشمل في المستقبل بلدانا عربية أخرى.
وعلى الصعيد الاجتماعي والثقافي، فإننا نولي هذا الجانب أهمية قصوى خاصة في الظروف الناجمة عن أحداث 11 سبتمبر 2001 وما عقبها من تداعيات وتطورات، جعلت الحوار بين الحضارات والثقافات والديانات أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. من ثم وجب إيلاء أولوية لبعض المجالات من أجل تعميق هذا الحوار ونخص بالذكر الشباب والتربية ووسائل الاعلام والمجتمعات السياسية والمدنية من أجل تيسير تفاهم أكبر وتعارف حقيقي بين ساكنة ضفتي البحر الابيض المتوسط.
إن فضاءنا الاورو متوسطي ساهم الإسهام الوافر بفضل تفاعل وتلاقح ثقافاته وحضاراته في التطور البشري وفي ترسيخ قيم التعايش والتساكن والتحاور واحترام الاختلاف والسلم وهو مدعو اليوم الى مزيد من التشاور والتعاون والتضامن حتى يسهم بكيفية فاعلة في الاضطلاع بالدور الذي يخوله إياه وزنه وتاريخه في إقامة علاقات دولية متوازنة وعادلة.
http://www.afkaronline.org/arabic/archives/nov-dec2003/osman.html
منقول للإفادة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zidni3ilma.arabepro.com
 
لفضاء الأوروـ متوسّطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى زِدْنِي عِلماً القانوني :: فضاء التحصيل القانوني و المعرفي بكلية الحقوق سلا :: موسوعة عامة :: مواضيع مختلفة :: مواضيع عامة وقانونية-
انتقل الى: