حين نحسس أنفسنا أننا كما يراه الآ خرون
حين نتخذ من لحظات الخوف تعلة لراحة نفسية كاذبة ونتمثل جرأة الأسود في دواخلنا
حين نعلل مواقفنا المتهورة أحيانا واللامسؤولة أحيانا أخرى
حين نبني قصورنا بنسبة كبيرة من مادة الخيال
حين نوطن النفس أن الغد سيكون أفضل من اليوم ولا نقوم بعملية مراجعة جادة
حين نفكر بصوت عال ونعتقد أن الحق معنا و أننا قلنا كل ما لدينا
حين ندافع عن الآخرين باستماتة الأبطال ولا نحسن حتى فن الدفاع عن أنفسنا
حين لا نستغرب النظرة الدونية ونعتبرها أمرا عاديا سيمحى لوحده كمادة الرصاص
حين لا نضع ثقتنا في مكانها من البناء الإنساني ونزيلها من خارطة حياتنا
حين نعلم ولا نتعلم ونقرأ ولا نستوعب ونحدث ولا نقول شيئا
حين نفتقد القدرة على الإبداع فنلجأ إلى السرقة السرية والمكشوفة والأقنعة لنقنع العالم أننا شيء ذا قيمة وخطر
حين نحسب أن الرقة والدبلوماسية والتواضع من الآخر ضعة وضعف وجبن وهو غير ذلك تماما
حين نتخذ من التعريض ضربا من حب الظهور أما م الآخرين رغبة في الثرثرة ليس إلا
حين ننوع علاقاتنا حسب مصالحنا وأهدافنا ورغباتنا تغييرنا لملابسنا
حين نصمت في زمن الكلام ونتحدث في زمن الصمت جاهلين مقاربة القياس
حين نغضب نغير نستنكر أشياء ومواقف تقع أمامنا ولا نقوم بذلك حين نخلو مع أنفسنا
حين نتعلق بالصلات كثيرا عدم تعلقنا بالصلاة وزنا وحجما وانسجاما
حين نسمع الأخبار كل يوم كالسيل الجارف ولا نعود إلى التاريخ لنفهم أسرار ما حدث وعنده الجواب
حين نقدر ولا نستجيب ونملك الحركة فنجمد؛ ونشعر ولا نعبر ونأخذ ولا نشكر
حين يملأنا حب الامتلاك فلا نجعل أنفسنا مكان الضحية المفترض
حين نغيب عن الوعي فيمر العمر أسرع من السحاب ولا نتحسر قليلا ولا كثيرا
حين نربط ذواتنا بفترات من الماضي نتخذها حجابا نتستر خلفه وعزاء يدفئنا بطيفه
حين نفتقد الجرأة لنقول لا بأدب وحجة قادرة على الإقناع لا التمرد
حين نقبل بأن نرضى بأمر ليس يرضي ونقول نعم في غير مبدأ ولا ايمان
حين يحدث هذا وغيره كثير في حياتنا اليومية ولا نحس بإنسانيتنا ودورنا وما نمثله أما الله أساسا وأمام الناس والعالم ؛وأمام
أنفسنا من معنى ووجود ؛وما عساه يحكم علينا التاريخ غدا وبعد غد .. حين لا تحدث المراجعة الذاتية والنقد البناء فاقرأ على
الدنيا السلام
بقلم عبد الكريم لراك
27/10/2016