سعيد الزعيم . . .
الجهوية الموسعة والتنمية بالمغرب
مقدمة
إن الحراك الذي شهده المغرب والمتزامن مع الربيع العربي كان راء مجموعة من التقلبات والتغيرات التي شهدها المغرب , إستجابة للمتطلبات وإزاحة حجر التعثر من أجل التنمية بمختلف مجالاتها , إقتصاديا واجتماعيا وبشريا وسياسيا .., وما فتئ اللسان يلهج بضرورة الجهوية الموسعة والتي أعطاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في جل خطاباته اهتماما منقطع النظير , باعتبارها مبدأ من مبادئ التنمية في البلاد , والتنمية هي .....وكان الدستور الجديد لسنة 2011 من اهم المكاسب في هذه المرحلة حيث جاء بإستراتيجية جديدة ومفاهيم جديدة للتنمية , وهذا مثار تساؤل من جانبين ما هي الجهوية الموسعة ؟ وما دورها في تحقيق التنمية ؟
وللإلمام بهذا الموضوع سنعالجه في نقطتين اثنتين الاولى نخصها للاطار العام للجهوية الموسعة , لنرجئ الحديث عن علاقتها بالتنمية في النقطة الثانية .
أولا : الاطار العام للجهوية الموسعة
في بادئ ذي بدئ ,لابد من أن نشير إلى زمن مضن وفاشل, حيث كانت الدعوة ملحة إلى خلق الجهوية الموسعة ,غير أنها كانت تصطدم بصخرة الواقع باعتبارها من الهياكل الكبرى للبلاد التي تستدعي النص عليها في الدستور باعتباره اسمى القوابين في البلاد وتفعيله على ارض الواقع , لكن إبان الربيع العربي والارادة القوية لصاحب الجلالة في تنمية البلاد وحل مشكل الصحراء المغربية كان وراء مراجعة دستور 1996 ووضع دستور جديد يستجيب لمتطلبات البلاد ,وإدراج الجهوية الموسعة ضمن المقتضيات الدستورية , لتصبح هذه الاخيرة - الجهوية الموسعة- أمرا لا محيد عنه إذ اصبحت تطفو على الواقع بلا مقاومة , وعلى إثر هذا تم تقسيم جهوي جديد متكون من 12 جهة، تضم 75 إقليما و2503 جماعة بدل التقطيع الجهوي الحالي المتكون من 16 جهة. ويتكون التقطيع الجديد من جهة طنجة تطوان، جهة الشرق والريف، جهة فاس مكناس، جهة الرباط سلا القنيطرة، جهة بني ملال خنيفرة، جهة الدارالبيضاء سطات، جهة مراكش آسفي، جهة درعة تافيلالت، جهة سوس ماسة، جهة كلميم وادنون، جهة العيون الساقية الحمراء وجهة الداخلة واد الذهب , وفي ما يتعلق بالأقاليم الجنوبية تم الإبقاء على الجهات الثلاث الحالية، اعتبارا للرهانات السياسية الاستراتيجية التي تميز هذه المجالات، مع تعديل طفيف متعلق بالأقاليم، وهي جهة كلميم وادنون، وتضم كلميم، وطانطان، وسيدي إفني، وأسا الزاك، وجهة العيون الساقية الحمراء، مكونة من أربعة أقاليم، هي العيون، وطرفاية، وسمارة، وبوجدور، ثم جهة الداخلة وادي الذهب، التي اقترح الإبقاء على تقسيمها الحالي .
وإن الحديث عن الجهوية الموسعة يجرنا للحديث عن مشكل الصحراء المغربية والحكم الذاتي الذي اعتبره المغرب الحل الناجع لحل النزاع , كما اعتبرته عصبة الامم المتحدة المكلفة بإيجاد حل سلمي بكونه الحل الواقعي " لاغالب ولا مغلوب" ومنح الصحراويين استقلالا ذاتيا لتسيير انفسهم داخليا وتحقيق التنمية المنشودة ... وحتى يتأتى هذا كان لزاما من الجهوية الموسعة , أي أن لهذه الجهوية الدور الكبير في تحقيق التنمية وهذا ما سيكون حديثنا في النفطة الثانية .
ثانيا : علاقة الجهوية الموسعة بالتنمية
فعلا , إن الحديث عن التنمية في المغرب يجرنا للحديث عن دور الجهوية الموسعة في تحقيق التنمية , خاصة وأن الهدف الذي من أجله تم إرساؤها على غرار ما هو مومأ إليه أعلاه هو أنها ستمكن من إيواء عدد أكبر من السكان، وتغطية مساحات ترابية مهمة, وتكون مدخلا لديمقراطية محلية حقيقية واثقة في الكفاءات والمؤهلات البشرية الجهوية من خلال تشريفها بتدبير شأنها العمومي الجهوي ومكرسة للتنمية المستدامة والمندمجة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا، كما جاءت أيضا لتكون مدخلا لإصلاح عميق لهياكل الدولة من خلال السير الحثيث المتدرج على درب اللامركزية واللاتمركز الفعليين النافذين، والديمقراطية المعمقة، والتحديث الاجتماعي والسياسي والإداري للبلاد، والحكامة الجيدة .
وتقريب الادارات من المواطنين ومنحها نوع من الاستقلال الذاتي يفوق المعمول به في اللا تمركز وتخويلها صلاحيات الاستثمار وأخد القرار الذي بالطبع لا يتعدى التوجه التنموي للبلاد ,خاصة في هذه الظرفية الصعبة التي يعرفها المغرب والمتمثلة في الازمة الاقتصادية التي لحقتنا جراء التبعية الاقتصاية للأسواق الاوروبية ,وتضارب البورصات ,وارتفاع البطالة ,واخفاظ مؤشر النمو والدخل الاجمالي الداخلي وارفاع المديونية إلى غير ذلك ..ولتجاوز كل ذلك ,حث عاهل البلاد جميع المؤسسات على إيجاد الحلول الكفيلة ,والاسراع في في تفعيل الجهوية الموسعة لتدارك هذه الازمة ,وتحقيق التنمية والرفاهية التي تعم بالخير على الجميع ..
موضوع: الجهوية الموسعة والتنمية بالمغرب 
الأحد أبريل 27, 2014 2:03 pm
