حقوق الانسان
________________________________________
أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء مشروع قرار يجدد الدعم للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالذكرى الستين له، واصفة إياه بأنه "بوصلة أخلاقية" توجه عالم اليوم.
وجاء في مشروع القرار أنه "في عالم متغير دائما، يظل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بوصلة أخلاقية مناسبة ترشدنا في معالجة التحديات التي نواجهها اليوم".
وأضاف أن الأمم المتحدة تأسف لأن حقوق الإنسان والحريات الأساسية لم يتم إنجازها ولم تحترم حتى الآن عالميا، مشيرا إلى أنه لا توجد دولة تستطيع أن تزعم أنها تحترم حقوق الإنسان بشكل تام "في كل الأوقات على الإطلاق".
وأوضح مشروع القرار أن البشر يواصلون المعاناة من الإهمال وانتهاك حقوقهم الإنسانية وحرياتهم الأساسية.
كما حث الدول الأعضاء بالأمم المتحدة على المضي قدما في جهود تعزيز وحماية حقوق الإنسان، ووقف الانتهاكات "لأن الإعلان العالمي يقر ويحترم الكرامة والحرية والمساواة بين جميع البشر".
وجاء صدور المشروع أثناء احتفال الجمعية الأممية الأربعاء بمرور ستين عاما على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي أشارت خلاله إلى أن أهدافه لا تزال غير منفذة بينما أدت المشاكل العالمية الجديدة لتفاقم الظروف المعيشة للملايين.
الحقوق منتهكة وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه رغم قطع شوط طويل لكن الحقيقة أنه لم يتم تحقيق رؤية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه منذ توليه منصبه قبل عامين وهو يشاهد أن حقوق الإنسان تنتهك وغير محمية بشكل مناسب.
ودلل على ذلك باستمرار تهريب البشر واستغلال الأطفال ومجموعة من المشاكل تضرب الملايين بأنحاء العالم، كما أن الأزمة المالية العالمية أضافت تحديات جديدة للبرامج الأممي لإنهاء الفقر والجوع. في السياق نفسه طالبت جماعات حقوقية بالضغط على الأمم المتحدة لمطالبة الحكومات بالوفاء ببنود الإعلان العالمي.
واستغل اتحاد الحريات المدنية الأميركي الفرصة لمطالبة الإدارة القادمة للرئيس المنتخب باراك أوباما بإلزام واشنطن بدور رائد بمجال حقوق الإنسان.
وانتقد مدير اتحاد الحريات المدنية جميل داكوار إدارة بوش بسبب "سياستها الكارثية" في الوفاء بحقوق الإنسان الخاصة بالشعوب حول العالم. وقال "لقد حان الوقت لإصلاح الضرر الذي وقع واستعادة التزام أمتنا بتحقيق وحماية حقوق الإنسان".
وكرمت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم بعضويتها 192 دولة، ستة أشخاص من بينهم اثنان بعد وفاتهما، بمنحهم جائزتها بمجال حقوق الإنسان لعام 2008.
وشملت قائمة المكرمين المفوضة الأممية السامية لحقوق الإنسان لويس أربور، ووزير العدل الأميركي الأسبق رمزي كلارك، والمدافعين عن حقوق الإنسان كارولين غوميز ودنيس موكويغ، ورئيسة وزراء باكستان الراحلة بينظير بوتو التي اغتيلت بوقت سابق من عام 2008 بينما كانت تستعد لخوض انتخابات الرئاسة، والراهبة الفرنسية سيستر دوروتي ستانغ.
وجرى تكريم هؤلاء الأشخاص "لمساهماتهم التي لا تقدر" في تنفيذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
من ناحية اخرى أحيت العديد من المنظمات المعنية في عدد من دول العالم أمس الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
يُذكر أن الجمعية العامة الأممية اعتمدت في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينص على أن "جميع الناس يولدون أحرارا لهم نفس الكرامة والحقوق".
ورغم مرور ستين عاما على هذا الإعلان فإن بعض الدول لا تزال تنتهك حقوق الإنسان. ووفقا لبيانات منظمة العفو الدولية فإن 81 دولة على الأقل تمارس التعذيب